أنت تريد تطوير منتج جديد، ولكن كيف يمكنك التأكد من أنه سيعبر عن رغبات واحتياجات عملائك؟ وهنا يأتي دور أبحاث السوق.
وهو يبدأ بتجميع المعلومات حول المشترين لديك لمساعدتك على التعرف عليهم. وبعد أن تحصل على هذه الرؤى، بمكنك أن تفهم الوجهة المحتملة لمنتجاتك، والكيفية التي يتم بها تلقي منتجاتك الحالية، ومعرفة أين على الأرجح سيشاهد العملاء إعلاناتك، أو كيفية إدراكهم وتصورهم لعلامتك التجارية. وتعد تلك الخطوة الأولى في تكييف منتجك أو خدمتك وفق متطلباتهم وتفضيلاتهم. فبأي حال من الأحوال، أنت لن يكون لديك أعمال تجارية بدون عملائك، ولذلك لا غنى عن تلبية احتياجاتهم.
هل أنت جاهز لفهم عملاءك على مستوى أعمق، والبدء في التحدث بلغتهم بمعنى الطريقة المناسبة لهم؟ فيما يلي ثلاث خطوات ينبغي اتخاذها.
ستحتاج إلى فهم جمهورك المستهدف، ويتضمن ذلك العمر، والنوع، والموقع، والوظيفة، ونمط الحياة، والدخل، وما يميلون إلى شرائه. كيف يمكنك معرفة ذلك؟ يبدأ ذلك ببعض البحث المباشر: انظر إلى عملائك الحاليين، وحدد مشاكلهم وأولوياتهم، والخطوات التي يتخذونها عند اختيار الشراء. بعد ذلك، قم بنفس الإجراء مع الأشخاص الذين ترغب في تحويلهم إلى عملاء. وبهذه الطريقة، يمكنك تكييف نهجك ومنتجك أو خدمتك وفق متطلباتهم أيضًا.
بعد أن تحدد جمهورك المستهدف، يمكنك البدء في التعرف عليهم بشكل أفضل. قرر ما هي الطريقة (الطرق) الأفضل لك ولشركتك. فيما يلي بعض الخيارات:
- أرسل استطلاعًا للرأي
هل تفكر في طرح لون قميص جديد؟ أو ربما نكهة جديدة لكعكة الشوكولاتة؟ اطرح الأسئلة التي ستفيدك في التعرف على أي الألوان أو النكهات سيحقق النجاح على الأرجح. وتأكد من طرح أسئلة مفتوحة، مثل "أخبرنا عن أكثر ما يعجبك في منتجنا"، لجمع أكبر قدر ممكن من الأفكار.
يمكنك إجراء الاستطلاعات مجانًا باستخدام منصات من قبيل SurveyMonkey أو Google Forms. أو، قم بإجراء استطلاعات للرأي على قنوات من قبيل إنستاجرام وتويتر لكي تسمع من العملاء الحاليين ذوي الولاء لأعمالك، وإشراك العملاء المحتملين. وتذكر نشر النتيجة الفائزة في الاستطلاع لكي يعرفوا النتيجة وكيف ساهموا فيها.
يمكنك التفكير في تقديم حافز لعملائك من أجل إكمال الاستطلاع. ويمكن ان يكون هذا الحافز بسيطًا مثل إجراء سحب على جائزة وإهداء قسيمة لفائز واحد محظوظ، ويمكن أن يشجع ذلك استجاباتهم.
- شكِّل مجموعات نقاشية
يعني ذلك تجميع مجموعة من العملاء - بشكل افتراضي أو بالحضور شخصيًا، لإجراء مناقشة مفتوحة حول منتجك أو خدمتك أو أعمالك. ومع وجود عميلك ماثلاً أمامك فعليًا، ينبغي ألا تخجل: اطرح الأسئلة وشجع المحادثة بين أفراد المجموعة، لمعرفة المزيد عن أفكارهم وآرائهم.
وإذا اخترت هذا المسار، فمن المهم إنشاء مساحة آمنة وبث الطمأنينة، لأن المجموعة النقاشية، على عكس الاستبيان، لا مجال فيها لإخفاء الهوية. وفكر أيضًا في تقديم حافز لتشجيع المشاركة. يمكنك التعرف على المزيد بشأن تنظيم مجموعة نقاشية هنا.
- خصص وقتًا للاستماع إلى وسائل التواصل الاجتماعي
الاستماع الاجتماعي بمعنى متابعة وسائل التواصل الاجتماعي يمكن يساعدك على فهم نوعية المناقشات الجارية والحقيقية بشأن أعمالك التجارية ومنافسيك على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكنك استخدام منصات من قبيل تويتر، أو إنستاجرام أو فيس بوك، لبحث اسم أعمالك التجارية أو علامات التصنيف ذات الصلة (hashtags). والجانب السلبي لذلك هو أنه قد يستنفذ وقتًا طويلاً. لكن الخبر السار هو أن هناك منصات يمكنها اختصار بعض الأعمال اليدوية. يقدم كلا من Sprout Social وHootsuite تجربة مجانية، بحيث يمكنك تجربتها قبل الشراء.
نظّم البحث الذي جمعته في فئات تتعلق بأسئلتك الأصلية، ثم حاول التعرف على أنماط محددة. فإذا كنت قد سألت عن الألوان التي يفضلها عملاؤك، فانظر أيها يتكرر ذكره أكثر. يمكن أن تساعدك هذه الأنماط في تعديل منتجك أو خدمتك بما يتماشى مع تفضيلات عميلك.
ينبغي لكل الشركات ألا تبخل بالاستثمار في تجميع بيانات الأبحاث المتعلقة بالعملاء. وبأي حال، فإن الشركات التي تستخدم البيانات لكي تكون مركزة على العميل تحقق ربحية أعلى بنسبة 60% من الشركات التي لا تفعل ذلك. ورغم أن بإمكانك أن تسند إلى مصدر خارجي عملية جمع البيانات، فإن قيامك بإجراء أبحاث السوق بنفسك سيتيح لك التعرف على عملائك مباشرة، ويمنحك فهمًا أفضل لما يحفزهم للشراء بالضبط.